قمرعلى شباك زنزانة
قمرعلى شباك زنزانة ورجعتِ لي مثل الليالي السابقةمن عتمة القضبان تلقين الدّررفي كهف عيني الذي لم ينطفىءالاّمن التّحديق في وجه القمرلمايرى زنزانتي،لما يجىء بوجهك المملوء فلاّ ابيضاوبحبة الكرز التي تدعى فمكونبيذ عينيك الذي لا يحتسىالا وقد قلب الدموع الىفرحوتحول اللّيلان في زنزانتي قوسي قزح*****************************ورجعت لي مثل اللّيالي السابقةلترينني كيف الطفولة تنبثقفي زهرة الحنّون أو ناي القصب....نامت يدي بيدين من عاج نقيلهما طراوة زنبق الماء النّدي،لهما حرارة قطّة متهيّجةوبدفء خدّيك اللّذين تخدّرا وتجمّراوتحفّزا لعناق صدري لهفةواحمرّ وجهك مثلما تحمرّ وجنة طفلةقرب المواقد في الشتاءوشربتها من خمرة العينين كأسا مترعةفوجدت فيك بدايتيووجدت فيك نهايتيونسيت في عينيك رعشة لهفتيوفقدت فيك توازنيووجدتني أهوي على خدّيك دون ترفّقلكنّني ماكدت ان أصل الشّفةحتى اصطدمت بحائط من واقعياذ أن وجهك لم يكن الا القمر قد جاء لي مثل الليالي السابقةمن شرفة في سور هذا المعتقلثمّ انصرف لافرق عندي ءان يكن هذا القمررسما لوجه حبيبتيأو ءان يكن وجه الحبيبة صورةطبق القمرلا فرق عندي ان أصللرحيق قبلتك الزّكيأم لا أصلانا لا أريد لقبلتي أن تنتهيعند التقاء شفاهناانّي أريد لقبلتي أن تتصلمثل انهمار الوقت في حضن الزّمان السّرمديدون اصطدام بالخطرأو بالحرسأو باغتيال للزّمن لمّا يضع من مقلتي خيط الأمل فلتغربي- ءانشئت - عن زنزانتيولتنفضي حلم اللقاء المبتذلولتغرزي مثلي على أرض الزّمنقدميك ولتتذكريأنّي هنا بالشوق أنتظر الفرحوتحول الليلين في زنزانتي قوسي قزحفغدا نعلّق شمسنا في كفّناوغدا نعيش ربيعنا اللامنتهيوغدا يعانقنا الزّمنمثل القمر،مثل الشجر،مثل البشر،كل البشر....